عبدالحافظ الهروط
في هذه «الزاوية» التي تتواصل خلال شهر رمضان الفضيل وهي امتداد لنافذة افتتحتها «الرأي» في الاعوام الماضية، فاننا نقلب بها صفحات الرياضة بإستضافة اهلها واوساطها لنسرد بعض الوقائع التي تركت اثراً ايجابياً على مسيرة الحركة الرياضية كما نسلط الضوء على مفردات هامة دونت في الصفحات التي اضحت علامة فارقة.
تيسير شديفات
من يعمل في نادي منشية بني حسن، عليه ان يحفر بالصخر، فأنت تشاهد فريقاً على الارض، ولكن مقر النادي في «الهواء الطلق»، بمعنى آخر لا يوجد مقر.
وانت تسمع، فان الحديث عن الفريق والنادي، يوجع القلب ويعكر صفو الخاطر، ولولا «همة « وحب اللاعبين» وادارة تقبض على الجمر، لربما عاد فريق منشية بني حسن من حيث اتى وانتهت «حياته» مثل اندية كثيرة اندثرت الى غير رجعة.
رئيس النادي تيسير شديفات ممتعض الى ابعد ما يتصوره المرء، ولولا بقية من أمل لدّب في نفسه اليأس، فقد لوّح انه اذا ما استمرت الحالة المادية للنادي بالتراجع، سيسحب الفريق من اياب الدوري، ويرتضى بالهبوط، رغم ان الفريق الذي اطلقنا عليه لقب»الأشاوس» و»محاربو الصحراء» لا يمتلك من مقومات المنافسة سوى اجتهاد مدربه و»قتاليتهم».
عندما وجهنا السؤال اليه وقلنا انه ينتمي الى قبيلة «المليون» نسمة، رد على وجه السرعة: يعني انه لو دفع كل واحد «من بني حسن» نصف دينار سيكون في النادي 500 الف دينار؟! اقول –والحديث لرئيس النادي – ان 9ر99% من المليون لم يدفعوا فلساً واحداً، ومنهم من يشجع اندية اخرى، وأي واحد يشكك بالحكي، نحن جاهزون لتأكيد صحة ما نقول، فكل ما ورد من تبرع مسجل في «وصولات» النادي، والمصانع على كثرتها لم تقدم اكثر من طقم ملابس بقيمة 1300 دينار، ولكن ادارة النادي تشكر الدعم الذي قدمته شركة المجيد وبلغ 6 آلاف دينار.
مدارس القرى على وجه الخصوص تنقصها الامكانات، كيف كانت بدايتك الرياضية؟
نشأت في مدرسة المنشية ورغم قلة الامكانات الا انها مبدعة بكرة القدم على مستوى المدارس، وفي النهائيات كان التنافس مع عمان والرمثا، وفي المرحلة الثانوية درست في مدرسة الربة الزراعية ثم التحقت بالامن العام، فابتعدت عن الرياضة لأنه لم يكن مسموح بالمشاركة.
انتسبت للنادي في نهاية الثمانينات ومع مطلع القرن الواحد والعشرين كنت عضواً في مجلس الادارة وشهدت مراحل 2002-2008 الصعود من الثانية للأولى،وفي الموسم الماضي صعدنا للمحترفين، وليتنا لم نصعد لأننا لا نملك من مقومات الاحتراف سواء الدعم للاعبين او وجود الملعب، حتى اننا اضطررنا ان نؤجر المقر بـ4500 دينار سنوياً مقابل استئجار مبنى متواضع بـ1000 دينار، نادي المنشية يشبه «تين الصبر».
ولكن نتائج الفريق مشرفة ووصل الى النهائي في اكثر من مناسبة؟
اللاعبون يقدرون الظروف ويلعبون بقتالية ويحبون النادي والعلاقة بينهم والادارة علاقة احترام متبادل وليست هناك أي كلفة بيننا.
نحن كإدارة فان جهودنا تنصب على توفير الرواتب باوقاتها، الا في ظروف قاهرة، وكذلك مكافآت الفوز في المباريات المهمة، وفي هذه المناسبة فان ادارة النادي تشكر على الدوام اللاعبين وهم يحصرون مكافأة بقاء الفريق في دوري المحترفين وحصولهم على المركز الخامس بـ300 دينار وذلك لشعورهم بالظروف المادية للنادي، مع انهم حصلوا على المركز الثالث في الدرع ولعبوا على نهائي بطولة كأس الاردن وكأس الكؤوس.
وكيف تواجه الادارة معضلة التعاقدات مع اللاعبين في زمن الاحتراف؟
تعاقدنا مع اللاعبين ضمن المعقول من حيث مقدم العقد والراتب الشهري للاعبين والمدرب المحلي والتنقلات الى الملاعب في جرش والرمثا والزرقاء الى جانب مصروفات ادارية وتشكل هذه النفقات على النادي مصروفات شهرية بقيمة 15الف دينار.
اما تغطية الالتزامات فانها تتوقف على معونة الاحتراف من الاتحاد التي ارتفعت هذا الموسم الى 15الف، كما ساعدتنا مكافآة بطولة كأس الاردن ومكافأة كأس الكؤوس.
معظم اللاعبين من اندية اخرى وليسوا من اهل المنطقة؟
اذا كنا نعاني من عدم وجود ملعب ووجود مقر نموذجي وليس لدينا قدرة مالية على الانفاق، فكيف نؤسس لاعبين؟
لقد شرحنا لسمو الامير علي عندما قام بزيارات تفقدية للاندية عن وضعنا الرياضي العام في النادي بما فيها احتياجاتنا وقلنا ان الاتحاد لم يقم في محافظة المفرق مدرسة للواعدين مثلها مثل بقية المحافظات علماً ان لدينا خامات جيدة ولكن بحاجة الى الصقل والرعاية وتوفير الامكانات المساعدة.
اين الجهات التي يحُسب عليها بالنادي ؟
وصلنا من المجلس الاعلى للشباب واتحاد كرة القدم ما مجموعه 140الف، وهذا المبلغ رغم اهميته الا ان مصروفات ناد يمارس لعبة كرة القدم ويصنف فريقه بالاحتراف فان المبلغ لن يكون حلاً لناد لا يملك من اي مقومات استثمارية، رغم اننا نناشد ان يتولى الرئاسة الفخرية شخصية قادرة على مساعدة النادي مالياً او التعاقد مع شركة مقابل وضع شعارها على قمصان الفريق، الا انه لم يتطوع شخص او تبادر شركة لهذا المطلب.
في شهر رمضان الفضيل تسمو الروح وتتطهر النفس، كيف تقضي ساعات يومك وماذا عن شهوة الطعام؟
اقضي ساعات الدوام في مؤسسة المتقاعدين بالمفرق وتأدية فرائض وسنن العبادة وبعد الانتهاء من صلاة التراويح اتابع تمرينات الفريق، اما عن الطعام فأنا اجد في رمضان التوفير ولكنني مغرم بـ»شوربة العدس».
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أهلا و سهلا بعشاق المنشية